للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهي. فالبيت الأول من رواية أبي زيد مركب من بيتين كما رأيت، وكذا رواه الجاحظ في كتاب "البيان" له، قال: قال ابن وابصة في مقام قام فيه مع ناس من الخطباء:

يا أيُّها المتحلّي غير شيمته ... ومن سجيتَّه الإكثار والملق

أعمد على القصد فيما أنت راكبه ... إنَّ التَّخلُّق يأتي دونه الخلق

صدَّت هنيدة لمّا جئت زائها ... عنّي بمطروفةٍ إنشانها غرق

وراعها الشَّيب في رأسي فقلت لها ... كذاك يصفرُّ بعد الخضرة الورق

بل موقف مثل حدِّ السَّيف قمت به ... أحمي الذَّمار وترميني به الحدق

فما زللت ولا ألفيت ذا خطارٍ ... إذا الرِّجال علي أمثالها زلقوا

انتهي. وقد اقتصر أبو تمام في "الحماسة" علي ثلاثة أبيات منها قال: سالم بن وابصة:

عليك بالقصد فيما أنت فاعله ... إنَّ التَّخلُّق ... البيت

وموقفٍ مثل حدِّ السَّيف ... البيت

فما زلقت ولا أبديت فاحشةً ... إذا الرَّجال على أمثالها زلقوا

وتبعه الأعلم في "حماستة" بهذا المقدار، وأورد أبو تمام في كتاب "مختار

<<  <  ج: ص:  >  >>