في الشعر، لأن استعمالها بغير"أن" إنما هو بالحمل على كاد، لشبهها بها من حيث جمعتهما المقاربة.
وكاد محمولة في استعمالها بغير"أن" على الأفعال التي هي للأخذ في الشروع من جهة أنها لمقاربة ذات الفعل، فقربت لذلك من الأفعال التي هي للأخذ في الفعل، وليست عسى كذلك، لأن فيها تراخيًا،
ألا ترى أنك تقول: عسى زيد أن يحج العام? وإنما عدّت في أفعال المقاربة، مع ما فيها من التراخي، من جهة أنها تدخل على الفعل المرجو، والفعل المرجو قريب بالنظر إلي ما ليس بمرجو، فلما كانت محمولة في استعمالها بغير"أن" عللا ما هو محمول على غيره؛ ضعف الحمل، فلم يجئ إلا في الضرورة. انتهى.
والبيت من قصيدة لهدبة بن خشرم قالها في الحبس، وهي:
طربت وأنت أحيانًا طروب ... وكيف وقد تعلاّك المشيب
يجدُّ النَّأي ذكرك في فؤادي ... إذا ذهلت على النَّأي القلوب
يؤِّرقني اكتئاب أبي نميرٍ ... فقلبي من كآبته كئيب
فقلت له هداك الله مهلاً ... وخير القول ذو اللُّبِّ المصيب
عسى الكرب الَّذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرجٌ قريب
فيأمن خائفٌ ويفكَّ عانٍ ... ويأتي أهله الرجل الغريب
ألا ليت الرياح مسخَّراتٌ ... بحاجتنا تباكر أو تؤوب
فتخبرنا الشَّمال إذا أتتنا ... وتخبر أهلنا عنا الجنوب
فإنا قد حللنا دار بلوى ... فتخطئنا المنايا أو تصيب
فإن يك صدر هذا اليوم ولّى ... فإنَّ غدًا لناظره قريب