للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي أن اقتران الفعل الواقع خبراً لها بالسين نادر، وسهل اقترانها به كونها قائمة مقام "أن" لكونهما للاستقبال. قال الزمحشري في "المفصل" ولما انحرف الشاعر في هذا البيت عما عليه الاستعمال جاء بالسين التي هي نظيرة "إن"

يعني: لما يأت الشاعر بما حقه أن يجئ به مع عسي في لخبر، وهو "أن" في خبر لعل حملاً علي عسي، دخل السين في خبر عسي حملاً علي لعل.

وقال المرزوقي: عسي: لفظة وضعت للترجي والتأميل، إلا أنها تؤذن بأن الفعل مستقبل مطموع في، فيجب أن يستأني له، وإن كانت من أفعال المقاربة، وبهذا تبين عن لفظة كاد، لأن كاد لمشارفة الفعل؛ فهو يلي الفعل بنفسه، تقول: كاد زايد يفعل كذا، و "عسي" يحول بينه وبين لفعل "أن" يدل علي هذا أنه قال: " ستطفئ غلات الكلي والجوانح " لما كان من شرط عسي أن يجئ بعده "أن" إيذانا بالاستقبال جعل السين بدل "أن" لأنه اشتهر في الدَّلالة علي الاستقبال، وإنما قال: "عسي طيئ من طيئ" لأن القتال كان بين بطينين منهما، وقوله: "بعد هذه" إشارة إلي الحالة الحاضرة. والجوانح: جمع جانحة، وهي الضاوع القصار، والمعني: المطموح فيه من أولياء الدَّم أن يطلبوا الثأر في المستقبل، وإن كانوا أخروه إلي هذه الغاية، فتسكن نفوس وتبرد قلوب. انتهي.

والبيت آخر أبيات أربعة أوردها أبو تمام في باب المرائي من "الحماسة" وعزاها لقسام بن راوحة السنبسي، وقبله:

<<  <  ج: ص:  >  >>