على أن (لدن) مضافة إلى جملة، قال الرضي: إن أضيفت (لدن) إلى الجملة تمحضت الزمان، والبيت من قصيدة للقطامي، وهذه أبيات من أولها:
نأتك بليلى نَّيةٌ لم تقارب ... وما حبُّ ليلى من فؤادي بذاهب
منعَّمةٌ تحلو بعود أراكةٍ ... ذرى بردٍ عذبٍ شتيت المناصب
كأنَّ فضيضًا من غريض غامةٍ ... على ظمأٍ جادت به أمُّ غالب
لمستهلك قد كان من شدَّة الهوى ... يموت ومن طول العدات الكواذب
صريع غوانٍ راقهنَّ ورقنه ... لدن شبَّ حتَّى شاب سود الذَّوائب
قديديمة التَّجريب والحلم إنَّني ... أرى غفلات العيش قبل التَّجارب
قوله: نأتك بليلى نية ... إلخ، قال شارح ديوانه: أي: بعدت عنك، وصوابه: أبعتها عنك، لأن الباء للتعدية تساوق الهمزة، ونية: فاعل نأت، وهي الوجه الذي ينويه الإنسان، والمراد السفرة، ومثلها النوي، وقوله: منعمة تجلو ... إلخ، روى الأصمعي: (مناعمة) أي: غذيت غذاء ناعمًا، وأراد بتجلو: تستاك، والذرى: الأعالي، والبرد- بفتحتين- بح الغمام، شبه أسنانها في شدة بياضها بالبرد، وإنما خص الذرى لأنها صحاح لم تتكسر، وشتيت: متفرق، أراد أن في أسنانها فلجًا، والمناصب: حيث ركبت الأسنان. وقوله: كأن فضيضًا .. إلخ، فضيض السحابة، ماؤها إذا انفض منها، شبه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute