القيس, وأنشد البيت ثم قال: رحيات بضم الراء وفتح الحاء المهملتين وتشديد المثناة التحتية: هو موضع في قول امرئ القيس: خرجنا نريغ الوحش .. البيت.
ونريغ بالغين المعجمة: مضارع أرغت الوحش إراغة, أي: طلبته وأردته, والفج: الطريق الواضح, وغدونا: ذهبنا غدوة, وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس, والولدان بالكسر: جمع وليد, وهو الصبي, ونحطب: جزم في جواب الأمر, وهو: تعالوا, وكسر للقافية.
والشاهد: جزم يأتنا بأن المفتوحة, وأصله يأتينا, فسقطت الياء للجزم.
وقال أبو علي الفارسي في «المسائل البصرية»: أنشد الفراء هذا البيت:
إذا ما خرجنا قال ولدان أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب
وأنشده أبو بكر عن الأصمعي أحسب:
إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا ... تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطب
وإنشاد الفراء خطأ فاحش, لأنه جزم بأن, انتهى. وكذا نقل عن الفارسي ابن السيد في «شرح أبيات المعاني» وقال السيوطي: هذا البيت من قصيدة لامرئ القيس, وأولها:
خليلي مرا بي على أم جندب ... لنقضي حاجات الفؤاد المعذب
ثم ذكر منها أبياتًا, ولم يضم إلى البيت الشاهد ما قبله أو ما بعده, بل لم يورده في الأبيات التي أوردها, ثم شرح الأبيات التي أوردها, وقد رجعت إلى هذه القصيدة في عدة كتب, منها «مختار شعر الشعراء الفحول الست» فلم أره فيها, والله أعلم. وقد تبعه من الشراح ابن الملا الحلبي وابن وحيي الرومي.