للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الآخر:

لقد علمت سمراء أنَّ حديثها ... نجيعٌ كما ماء السَّماء نجيع

وقال زيّاد الأعجم:

لعمرك إنني وأبا حميد ... كما النّشوان والرَّجل الحليم

أريد هجاءه وأخاف ربِّي ... وأعلم أنّه عبدٌ لئيم

وكون "ما" تكون كافة إذا وليتها الجملة الاسميَّة هو مبنيّ على أنّ "ما" المصدرية لا توصل إلَّا بالجملة الفعلية، أما إذا فرعنا على أنها توصل بالجملة الاسمية فإنَّ "ما" لا تكون كافة في نحو هذه الأبيات، بل تكون مصدريّة ينسبك منها مع الجملة التي بعدها مصدر يكون في موضع جرّ بالكاف، وتكون إذ ذاك الكاف غير مكفوفة، وإذا كانت غير كافة انجرّ الاسم بكاف التشبيه، وأنشد أبو علي القالي:

وننصر مولانا ونعلم أنه .. البيت

انتهى. قال أبو علي في "التذكرة": أنشدني أبو يعلي قال: أنشدنا أبو عثمان لزياد الأعجم:

لعمرك إنَّني وأبا حميدٍ ... كما النشوان والرَّجل الحليم

أريد حباءه ويريد قتلي ... وأعلم أنَّه الرَّجل اللَّئيم

وجدنا الحمر من شرِّ المطايا ... كما الحبطات شرُّ بني تميم

انتهى. وكذا نقله العيني عن "تذكرته". ولا يخفى أنَّ البيت الثالث مجرور، وما قبله مرفوع، ففيه إقواء. وقول أبي حيّان: إنَّ كما من حروف الابتداء لا يتأتى، فإنَّ ما بعد "كما" خبر إنَّني، فإن ذهبت تقدر خبرًا لإنّني وخبرًا لما بعد "كما" فالكلام تام مستغن عن تقدير شيء. وقدّر الدماميني خبرًا للثاني، وهو كائنان،

<<  <  ج: ص:  >  >>