من لم يجتمع لأجل ما كان منّا من طول اجتماع، ولولا ذلك لم يقل: أشبهت. انتهي. وقال ناظر الجيش: حمله، ابن عصفور على تقدير مضاف، وأنَّ الَّلام لام السّبب، قال: والتقدير: كأني ومالكًا لفقد طول اجتماعنا. أو لانقطاع طول اجتماعنا. هذا كلامه. وأحسن من جمعيه قول الميداني في "مجمع الأمثال": اللام في "لطول اجتماع" يجوز أن تتعلق بتفرقنا، أي: تفرقنا لاجتماعنا، يشير إلى أنَّ التفرق سببه الاجتماع. انتهى. قاله عند شرح قوله:"كبر عمرو عن الطوق". وقال ابن الأنباري في "شرح المفضليّات": رواه أبو عكرمة "لطول اجتماع" باللاَّم ورواه غيره: "بطول اجتماع" بالباء، فتكون هذه الرواية مقوية لكون اللاَّم للسبب.
والبيت من قصيدة طويلة لمتمّم بن نويرة اليربوعي الصحابي، رثى بها أخاه مالك بن نويرة، شرحها ابن الأنباري في "المفضليات" وانتخبها أبو العبّاس المبرد في آخر "الكامل" قال: ومن أشعار العرب المشهورة المتخيرة في المراثي قصيدة متمم بن نويرة في أخيه، وبعد ذلك البيت:
وكنّا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدَّهر حتى قيل لن يتصدَّعا
وعشنا بخيرٍ في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبَّعا
ندمان، بفتح النون: بمعنى نديم، وجذيمة، بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة. قال المبرد: هو جذيمة الأبرش الأزدي وكان مالكًا، وهو الذي قتلته الزَّبّاء، وهو أول من أوقد الشمع، ونصب المجانيق للحرب، وله قصص تطول، وقد شرحنا ذلك في كتاب "الاختيار" وندماناه يقال لهما مالك وعقيل، وفي ذلك يقول أبو خراشٍ:
ألم تعلمي أن قد تفرَّق قبلنا ... خليلا صفاءٍ مالكٌ وعقيل