للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترك أن في مثله أكثر من ذكرها, ونقضه الدماميني في «المزج» باللام الداخلة على جواب المنفي, كقوله:

ولو نعطى الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الليالي

قال: فإنها حرف رابط, والأكثر تركها نحو: {ولو شاء ربك ما فعلوه} [الأنعام/١١٢] انتهى. وأقول: إن دخول اللام على حرف النفي في الجواب شاذ, وهي إنما تدخل على الجواب المثبت, وبالشاذ لا يرد النقض, وذهب ابن مالك إلى عكس مذهب سيبويه, فجعل الجواب للو, سواء اقترنت بأن أم لا, وجعل جواب القسم محذوفًا مدلولًا بجواب لوم, والصحيح مذهب سيبويه عملًا بقاعدة اجتماع القسم والشرط, وروي:

وأقسم لو أنا التقينا وأنتم

فلا شاهد فيه. وهمزة «التقينا» بالوصل نقل كسرتها إلى واو «لو» فيبقى الجزء مفاعلن.

وفيه من ضرائر الشعر العطف على ضمير الرفع المتصل من غير تأكيده بضمير رفع منفصل, قال ابن عصفور في كتاب «الضرائر»: كان الوجه أن يقال: التقينا نحن وأنتم, إلا أن ضرورة الوزن أوجبت حذف الضمير المؤكد. انتهى. وقوله: لكان لكم .. الخ: جواب القسم, وهو دليل جواب لو المحذوف, وعند ابن مالك بالعكس, وعند ابن عصفور على ما قاله في «شرح الجمل»: هو جواب للو, ولو مع جوابها جواب القسم ولا حذف.

ومعنى البيت: لو التقينا متحاربين لأظلم نهاركم فصرتم منه في مثل الليل.

وكان: تامة, أو ناقصة, ولكن خبرها.

والبيت من أبيات للمسيب بن علس يخاطب بها بني عامر بن ذهل بن ثعلبة, وعامر هو أخو شيبان بن ذهل, في شيء صنعوه بحلفائهم, وقبله:

<<  <  ج: ص:  >  >>