المواطئة، قال أبو حيان: أداة الشرط أعم من أن تكون "إن" أو غيرها، إلاَّ أنَّ "إن" اقترانها باللام كثير، ومثال دخولها على غير "إن" من أدوات الشرط قول القطامي:
ولما رزقت لتأتينَّك سيبه ... جلبًا وليس إليك ما لم ترزق
وقول الآخر:
لمتى صلحت ليقضين لك صالح .. البيت.
وعلي ذلك حمل المصنف وغيره قوله تعالي:(لما آتيناكم من كتاب وحكمة) الآية] ٨١/آل عمران [. وقوله: المسبوقة، أي بقسم ملفوظ أو مقدر، فالملفوظ به: ٠ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم)] الأنعام/١٠٩ [والمقدر: الموطئة أي: وطأت الجواب للقسم المذكور قبلها أو المنوي، وتسمي أيضًا المؤذنة، آذنت بالقسم، وقد شبه بعضهم إذ بإن فأدخل عليها اللام، قال:
غضبت علي وقد شربت بجزَّةٍ .. البيت
وقوله: لمتى صلحت .. الخ، اللام الأولي المواطئة، والثانية: لام جواب القسم، والثالثة مع دخولها: معطوفة علي جواب القسم، ويقضين: مضارع مجهول مؤكد بالنون الخفيفة، وصلح بفتح اللام وضمها: ضد فسد، والقضاء: الحكم، وصالح: نائب الفاعل، ولتجزينَّ بالبناء للمفعول، وجزيت إن كان بالبناء للفاعل بمعني صنعت وعملت، يكون مع ما قبله قد تنازع جميلًا. وإن كان بالبناء للمفعول، كان جميلًا مفعولًا لقوله: تجزين، ولا تنازع، لأنَّ معناه حينئذ عوملت بالجزاء. والبيت لم أقف علي قائله، والله أعلم.