لعمري لئن جدت عداوة بيننا ... لينتحين مني على الوخم ميسم
وبعده:
رأوا نعمًا سودًا فهموا بأخذه ... إذا التف من دون الجميع المزنم
ومن دونه طعن كأن رشاشه ... عزا لى مزادٍ والأسنة ترذذم
ألا تتقون الله يا آل عامر ... وهل يتقي الله الأبل المصمم
وقوله: لينتحين, أي: ليملين عليه ويتعمده, من انتحى عليه – بالمهملة – إذا تعمده, وميسم: فاعله, يعني أنه يهجوه هجوًا يسمه به لا يفارقه عاره, وأراد بالوخم: عامر بن ذهل, والنعم: الإبل الراعية, قال الفراء: هو مذكر لا يؤنث, يقال: هذا نعم وارد, والمزنم من الناس: المستحلق بقوم ليس منهم, ومن الإبل: الذي يقطع شيء من أذنه ويترك معلقًا, وإنما يفعل ذلك بالكرائم منها: والعزالى: جمع عزلاء, كصحارى: جمع صحراء, والعزلاء بالعين المهملة والزاء المعجمة: فم المزادة الأسفل, والمزادة: دلو البئر الكبير يجر بالثور, وترذم بالذال المعجمة: تسيل وتقطر.
والأبل بالموحدة وتشديد اللام. قال صاحب «العباب»: هو الخلاف الظلوم, وذكر أبو عبيدة أنه الفاجر, وأنشد البيت, وقال الكسائي: هو الذي لا يدرك ما عنده من اللؤم, والمصمم: من أصمه الله تعالى فصم, ويقال: أصمته: وجدته أصم.
والمسيب بن علس: خال الأعشى ميمون, وهو أحد الشعراء الثلاثة المقلين الذين فضلوا في الجاهلية, قال المرزباني في «الموشح»: قال أحمد بن أبي طاهر: