للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلسي في "شرح الجزولية": ومنع الزّجاج أن يعطف بها بعد الفعل الماضي, وهو ضعيف, فإنّه قد جاء في قول امرئ القيس: كأنَّ دثارًا ......

البيت. انتهى.

ونقلته من خط ابن إياز النّحوى, والبيت من أبيات له شرحنا جميعها في شرح الشاهد الثاني عشر بعد التّسعمائة, وبعضها في الإنشاد الواحد والأربعين بعد المائتين, وذكرنا منشأها في الموضعين, ودثار: اسم راعي إبل امرئ القيس, وحلّقت: من التّحليق, وهو ارتفاع الطّير في الجوّ. واللّبون من الإبل: ذات اللّبن, وهو معنى قول المصنّف: "نوقٌ ذات لبن" واعترضه الدّماميني بقوله: وبتقدير أن يكون إضافه اسم الجنس تفيد العموم, لم يتعين أن يكون هذا مراد الشاعر, إذ يحتمل أن يكون المراد بلبونه: واحد لا غير, وليس في اللفظ ما يدفعه فأين الجزم بالعموم؟ ! انتهى.

قلت: كلامه ناشٍ من عدم الاطلاع على منشأ الشّعر, وهو أنَّ امرأ القيس لما نزل على خالد بن سدوس النَّبهاني الطّائي أغار على إبله باعث بن حويص الطّائي, كما تقدَّم نقله هناك.

وتنوفى, بفتح المثناة الفوقية، وضم النّون، وبعد الواو فألف مقصورة. وروي أوله بالمثناة التحتية, وروي "تنوف" أيضًا بلا ألف, وهو جبل عال. وقد بسطنا الكلام على هذه الكلمة في شواهد الرّضي.

قال ابن الكلبي: أخبث العقبان ما آوي في الجبال المشرفة, وهذا مثل, أراد: كأنَّ دثارًا ذهبت بلبونه آفة, وأراد: أنّه أغير عليه من قبل تنوفى, وقال الأصمعي: القواعل واحدتها قاعلة. وهي جبال صغار, وقيل: القواعل, جبل دون تنوفى.

انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>