للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنْ لم أعشْ يومًا بصهباء لذةٍ .. ولم أندُ مشمولًا خلائقُهُ مِثْلي

وأندو بالنون: بمعنى أجالس، ومنه النادي وهو المجلس. وقد أخل الرَّضي بالنقل عن الفراء، فإنه قال: وقال الفراء: تكون لات مع الأوقات كلها، وأنشد: "ولات ساعة مندم" انتهى.

فإنّه أورد هذا الكلام في باب "ما" و"لا" و"لات" العاملات عمل ليس، ولم يقيد "لات" بكونها حرف جر، فيظن أنَّ الفراء أنشده بنصب "ساعة"، ولهذا قال الدماميني: فإن قلت: هلا حملت نقل الرضي عن الفراء أنها تكون مع الأوقات كلها على ما إذا كانت عاملة للجر، كما نقله المصنف هنا، وحملت حكاية كلام المصنف أولًا أنها لا تعمل إلا في لفظ الحين على ما إذا كانت عاملة للنصب، فلا يكون بين النقلين تعارض، قلت: لأنَّ الرضي لما ذكر عنه أنها تعمل في الأوقات كلها أنشد: "ولات ساعة مندم" والرواية فيه بنصب الساعة، فلم يبق إذن للتوفيق بهذه الطريقة مجال. انتهى. أقول: إنما رواه بالجر، فالتوفيق ممكن. وقول المصنف: وأجيب عن البيت بجوابين أحدهما: على إضمار من الاستغراقية، جواب غير سديد، لأن تقدير من يقتضي أن لا يكون لـ "لات" معمول، وإذا لم يكن لها معمول اقتضى كونها غير عاملة.

ومن الغريب قول أبي حيّان: إن من المقدرة ومجرورها موضعها رفع على أنهما اسم لات، كما تقول: ليس من رجل قائمًا، والخبر محذوف. انتهى.

وقوله: والثاني: أن الأصل: ولات أوان صلح. إلخ، أقول: تقدير المضاف إليه جملة هو المناسب، لتشبيه أوان بيومئذ في البناء، وفي كون التنوين بدلًا من المضاف إليه، وأما تقديره مفردًا، ثم تعليل بنائه بقطعه عن الإضافة، ففيه أن ما ذكره مختص بالظروف النسبية، ويكون بناؤها حينئذٍ على الضم، وأما "أوان" فإنه ظرف متصرف كما يأتي قريبًا عن ابن جني، وليس مضمومًا كقبل وبعد، فالمناسب: ولات أوان نصطلح، فإنَّ المنفي في الحقيقة أوان الصلح، أو بقدر جملة اسمية، أي: ولات أوان صلحنا ممكن، فأوان: خبر لات، وهو منصوب لفظًا أو مبنى

<<  <  ج: ص:  >  >>