وهذا التفات من خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإخبار عن نفسه، وإظهار مقدار ما في قلبه من خوفه من النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان أهدر دمه. ومقام: ظرف مكان، وجملة "لو يقوم" صفة له، والباء بمعنى في متعلق بيقوم، وأبى مع فاعله المستتر، ومفعوله المحذوف، أي: أرى ما لو يراه الفيل: حالٌ من ضمير "أقوم". وقوله: لظلّ يرعد. جوابٌ لـ "لو" الأولى وهو دال على جواب "لو" الثانية المقدَّرة في صلة معمول أرى، ولو الثالثة الواقعة في صلة مفعول أسمع، والفيل فاعل ليقوم، أو يسمع على التنازع، وليس بين أرى وأسمع تنازع في المفعول، وهو: ما لو يسمع، إذ ليس المراد: أرى ما لو يسمعه الفيل: بل المراد: أرى ما لو رآه الفيل، لظلَّ يُرعدُ، وأسمع ما لو سمعه، لظلَّ يرعد. ويُرعد بالبناء للمفعول، يقال: أرعد فلان إذا أخذته الرِّعدة، والمضارع يقتضي تجدُّد الفعل ودوامه، والتنويل: العطاء، والمراد به الأمان، والعفو عنه، وخصَّ الفيل تهويلًا وتعظيمًا لقوَّته وضخم جسمه وعظم اسمه. وأقوم في موضع الماضي، والتقدير: لقد قمتُ مقامًا صفتُه كذا.
حتى وضعتُ يميني لا أنازِعُهُ
ليتناسب أطرافُ الكلام، فيكون الفعلُ وغايتُه من نوع واحد.