المشرب, وقطاه: مبتدأ مضاف إلى ضمير المنهل, ومعيد بالتنوين: ضمير بالمبتدأ, وكرة الورد: مفعوله, وعاطف: خبر ثان, يقول: فأورد أتانه منهلًا لا يخلو من الماء يعود قطاه إليه, والقطا تشرب, ولا تجوز بالشربة الأولى لبعد المكان حتى تعود فتشرب مرة ثانية.
فلاقى عليه من صباح مدمرا ... لناموسه من الصفيح سقائف
صد غاثر العينين خبب لحمه ... سهامة قيظ فهو أسود شاسف
يعني أن الحمار لما ورد إلى الماء مع أتانه لقي عليه صيادًا من بني صباح بضم الصاد وخفة الباء, وهو بطن من ضبة, وبطن من عبد القيس, وبطن من عنزة. ومدمرًا: مهلكًا, وناموس الصياد: موضعه الذي يستتر فيه من الوحش, وقوله: من الصفيح سقائف, يعني أن الصياد الذي كان فيه: ابن صياد, ورث الناموس من أبيه, لأن سقف الناموس إذا كان من خبث لم يلبث, وكل حجر رقيق مصلح فهو صفيح. ثم وصف الصياد فقال: صد, أي: هو عطشان لبعده عن أهله وعن المنهل, لقعوده في طريق الوحش ينتظرها. وخبب لحمه – بالخاء المعجمة – أي: سقفه وقطعه, وجعل فيه طرائق, وسهامة القيظ, أي: شدة حر الصيف, يقال: وجه ساهم, أي متغير أترث فيه الشمس, والشاسف: الضامر اليابس.
أخو قتراتٍ قد تيقن أنه ... إذا لم يجد لحما من الصيد خاسف
معاود قتل الهاديات شواؤه ... من اللحم قصرى رخصة وطفاطف
القترات: جمع قترة, وهو موضع الصياد, والخاسف: الخميص البطن الذي قد اضطربت خاصرتاه وانخسف بطنه وهزل, والهاديات: أوائل الوحش, ويروى: «معاود تأكال القنيص» يعني أنه معتاد لأكل الصيد, وشواؤه مبتدأ, وقصرى خبره, والقصرى بوزن جلى: الضلع القصيرة, ورخصة صفتها, بمعنى