للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لو أنَّ حيًا مدرك الفلاح .. إلخ". وقال أيضًا في مادة "رمح" مثل ذلك إلى أن قال: فقال لبيد يرثيه وهو عمه:

قوما تنوحانِ معَ الأنواحِ ... وأبنا ملاعبَ الرماحِ

أبا براءٍ مدرهَ الشياحِ ... في السلبِ السودِ وفي الأمساحِ

انتهى. وقوما: فعل لامرأتين، وجملة تنوحان: حال، وأنواح: نساء نائحات، وأبنا أمر لهما بالتأبين، وهو مدح الميت.

وأبو براء، بفتح الموحدة والمد: كنية عم لبيد، قال ابن قتيبة في ترجمة لبيد من كتاب "الشعراء": وملاعب الأسنة عم لبيد، وهو عامر بن مالك، وسمي ملاعب الأسنة بقول أوس بن حجر:

ولاعبَ أطرافَ الأسنة عامر ... فراحَ لهُ حظ الكتيبةِ أجمعُ

وكان ملاعب الأسنة أخذ أربعين مرباعًا في الجاهلية. انتهى. والمرباع:

ربع الغنيمة التي تؤخذ في الحروب، والأسنة: جمع سنان، وهي حديدة الرمح التي يطعن فيها، وملاعب: اسم فاعل، يراد أنه يلاعب الفرسان بها في الحروب. وقال الزمخشري في "أمثاله": "أفرس من ملاعب الأسنة" إنما لقبت بذلك، لأنه صارع ضرار بن عمرو فصرعه كرات، فقال له: من أنت يا فتى؟ كأنك ملاعب الأسنة، وقيل: لقب به لقول أو بن حجر يعير أخاه طفيل بن مالك:

فرارًا وأسلمتَ ابنَ أمكَ عامرًا .. يلاعبُ أطرافَ الوشيج المزعزعِ

انتهى.

قال الآمدي في "المؤتلف والمختلف": ملاعب الأسنة جماعات، منهم:

أبو براء المذكور، ثانيهم: ملاعب الأسنة الحارثي، واسمه عبد الله بن الحصين بن يزيد، والثالث: ملاعب الأسنة أوس بن مالك الجرمي، فارس شاعر. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>