اسمها، "ولك" كان في الأصل صفتها، فلما قدم صار حالًا منها، وأن تترك الأصحاب: في تأويل مصدر منصوب خبر تكن، ويجوز الإخبار بالمعرفة عن النكرة في باب كان كما تقدم بيانه عند قوله:
وربما فات قومًا حل أمرهم ... البيت،
ويجوز أن يكون يكن بالمثناة التحتية، ونصب عادة أنه خبرها مقدمًا، وأن تترك الأصحاب: اسمها مؤخرًا، وتجويز الدماميني تقدير همزة الاستفهام مبني على ثبوت الأعداء موضع الأصحاب. وقوله: يا سلام، بفتح الميم مرخم سلامة، ويجوز ضمها، ومخافة: مفعول لأجله، وأن أوسرا بالبناء للمفعول مؤول مصدر مجرور بمن مضمرة، وقوله: وسبقت قبل المقرفين ... إلخ، والحسر: جمع حاسر، وهو الذي لا درع عليه. انتهى. وقوله: أصعدتها، الضمير للفوارس، قال جامع ديوانه: أصعدتها: جعلتها مصعدة، والجر: أصل الجبل قال الشاعر:
هلاَّ صبرتمْ غداةَ الجرَّ من أحدٍ
وهو بفتح الجيم، وتشديد الراء، والوعر: الخشن من الطريق. انتهي.
وحدرتها: أنزلتها، والواو في منعوا ضمير الأعداء، والأيسر: السهل، والذي فيه يسر. يسر. وقوله: وليتهم كتفي، مثنى كتفت، أي: جعلت كتفي قريبة منهم، فكانوا أمامي، وكنت خلفهم لأحميهم، وضمير وليتهم، وهي كلاهما للفوارس، وتدع: تترك، قال جامع ديوانه: الهنابك الخبار من الأرض، وهي الرخوة والواحدة هنبكة. انتهى.
اخبر أن الفوارس سلكزا الطريق الوعر، وتركوا الطريق السهل لئلا يلحقهم العدو، وملحة: اسم فاعل من الإلحاح، أراد أنها ملحة في السير غير متهاونة به، افتخر بحماية أعقاب المنهزمين إلى أن أوصلهم مأمنهم من الطريق الوعرة.
وعامر بن الطفيل: فارس شاعر جاهلي من بني عامر وهو ابن عم لبيد الصحابي، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم، فقال صلى الله عليه وسلم:"اللهم اكفني عامرًا، واهد بني عامر" فانصرف وهو يقول: لأملأنها خيلًا جردًا، ورجالًا مردًا، ولأربطن بكل نخلة فرسًا. فطعن في طريقة فمات، وهو يقول: : غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية".