للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَجْدُ في غَيْرِهمْ لَوْلا مَآثِرُه ... وَصَبْرُهُ نَفْسَهُ والحَرْبُ تَستَعِرُ

أوْلى لكمْ ثمّ أوْلى أنْ تُصِيبَكمُ ... مِنّي نوَاقِرُ لا تُبْقي وَلا تَذَرُ

فأرضوه واعتذروا إليه، فمدحهم بعد هذا، وبنو نوفل من بني أسد، وهم رهط الحارث بن ورقاء، والحفيظة: الغضب، يقول: أغضبوني بهذا الخبر الذي بلغني عنهم، وقول: يسارًا منصوب يفسره ما بعده، ولا تناظره: لا تؤخره، وهو نفي، ومعناه نهي، ونصب " غشا" على المصدر المؤكد به معنى قولهم: لا تناظره، وقوله: إن ابن ورقاء إلى آخره، يقول: ليس ابن ورقاء ممن يغتال ويغدر، ولكنه ممن يجاهر بالحرب، وتتوقع فيها وقائعه، وروى "بوادره" جمع بادرة وهي الحدة تسبق صاحبها، فلا يقدر ردها، والمآثر جمع مأثرة: وهي ما يُؤثر، ويُتحدث به من الأفعال الكريم، وقوله: وصبره نفسه، أي: وحبسه إياها على شدة الحرب ومكروهها، وتستعر: تتقد، وأولى لهم كلمة تهدد ووعيد، ومعناه: وليهم الشر، ونواقر بالنون، أي: قواف مقرطسات، يقال: سهام نواقر، أي: لا تخطئ القرطاس، قاله صعوداء، ورواه الأعلم: بواقر بالموحدة قال: والبواقر: المصائب والدواهي، وأصله من بقرت بطنه، كما أن الفاقرة من فقرت ظهره، أراد بها الهجاء. وقوله: لا تبقي، أي: لا تبقي من أعراضهم بقية. انتهى.

وترجمت زهير تقدمت في الإنشاد الخمسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>