للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصال يدوم على طول الصدود. انتهى. ولا يخفى أنَّ هذا ليس من مواضع حذف كان، وقول المصنف في تقرير كلام المبرّد: ووصال فاعل لا مبتدأ غير جيد، فإنَّ المبرد مراده أنَّ وصالًا فاعل قل، لا فاعل يدوم المذكور ولا غيره من الأوجه المذكورة، واختاره أبو علي، وأيّده، وناقشناه في تأييده في شرح الشاهد الأربعين بعد الثمانمائة من شواهد الرضي.

والبيت من أبيات للمرَّار الفقعسي أوردها أبو محمد الأعرابي في "ضالة الأديب" وفي "فرحة الأدريب" وهي:

صَرَمْتَ ولمْ تصرِمْ وأنتَ صَرُومُ ... وكيف تصابي مَنْ يُقَالُ حليمُ

صَدَدْتَ فأطوّلْتَ الصُّدُودَ ولا أرَى ... وِصالًا على طُولِ الصُّدُودُ يَدُومُ

وليس الغواني للجفاء ولا الذي ... لَهُ عن تقاضي دينهن هُمُومُ

ولكنَّمَا يستنجِزُ الوعدَ تابِعٌ ... هواهُنَّ حلاَّفٌ لَهُنَّ أثِيمُ

وعلى هذه الرواية لا ضرورة في البيت، قال أبو محمد: يقول: صرمت ولم تصرم صرم بتات، ولكن صرم دلال؛ يخاطب نفسه ويلومُها على طول الصُّدود، أي: ولا يدوم وصال الغواني إلا لمن يلازمهن ويخضع لهن، وفسر ذلك بالبيتين بعدهما. انتهى. ولمّا كان الصرم لا يتصوَّر إلاَّ من المعشوقة، أجاب بأنَّ العائق صَرَم صُرمَ دلال وتجلد.

والمرار، بفتح الميم وتشديد الراء: هو ابن سعيد الفقعسي، نسب إلى فقعس وهو أحد أجداده، وتارة ينسب إلى جدّه الأبعد، فيقال: المرّار الأسدي، وهو أسد بن خزيمة بن مدركة، والمرار بن سعيد بن حبيب من شعراء الدولة الأموية، وقد أدرك العباسية، وكان مفرد القصر حقيرًا، وكان يهاجي المساور بن هند، قاله ابن قتيبة في كتاب "الشعراء".

<<  <  ج: ص:  >  >>