للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَرَبٌ نَرى لِلَّهِ في أَموالِنا ... حَقَّ الزَكاةِ مُنَزَّلًا تَنزيلا

قَومٌ عَلى الإِسلامِ لَمّا يَمنَعوا ... ماعونَهُم وَيُضَيِّعوا التَهليلا

فَاِدفَع مَظالِمَ عَيَّلَت أَبناءَنا ... عَنّا وَأَنقِذ شِلوَنا المَأكولا

وَلَئِن بَقيت لَأَدعُوَنَّ بِطَعنَةٍ ... تَدَعُ الفَرائِضَ بِالشُرَيفِ قَليلا

فَنَرى عَطِيَّةَ ذاكَ إِن أَعطَيتَهُ ... مِن رَبِّنا فَضلًا وَمِنكَ جَزيلا

إلى أن قال:

إِنَّ السُعاةَ عَصَوكَ حينَ بَعَثتَهُم ... وَأَتَوا دَواعِيَ لَو عَلِمتَ وَغولا

إِنَّ الَّذينَ أَمَرتَهُم أَن يَعدِلوا ... لَم يَفعَلوا مِمّا أَمَرتَ فَتيلا

أخَذُوا المَخَاضَ مِنَ الفَصيِل غُلُبَّةً ... بِالأَصْبَحِيةِ قَائمًا أَفِيْلا

أَخَذوا العَريفَ فَقَطَّعوا حَيزومَهُ ... بِالأَصبَحِيَّةِ قائِمًا مَغلولا

أَخَذوا حُمولَتَهُ فَأَصبَحَ قاعِدًا ... لا يَستَطيعُ عَنِ الدِيارِ حَويلا

يَدعو أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ ... خَرقٌ تَجُرُّ بِهِ الرِياحُ ذُيولا

قوله: لما يمنعوا ماعونهم، أورده صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون) [الماعون/ ٧]، على أن الماعون الزكاة، والتهليل: قوله لا إله إلا الله،

قوله: عيلت أبناءنا: التعييل: سوء الغذاء، والإنقاذ: التخليص، والشلو بالكسر: العضو، والعريف: رئيس القوم ومتكلمهم، والأصبحية: هي السياط منسوبة إلى ذي أصبح من ملوك اليمن، وهو الذي اخترعها، والخرق بالفتح: الفلاة، قال الحمحي في "طبقات الشعراء": قال: لما أنشد الراعي لعبد الملك هذه القصيدة ووصل إلى قوله:

وَلَئِن بَقيت لَأَدعُوَنَّ بِطَعنَةٍ ... البيت

قال عبد الملك: إلى أين من الله والسلطان لا أم لك، فقال: يأ أمير المؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>