انتهى. وقد تقدمت ترجمتهما في الإنشاد الحادي عشر بعد الخمسمائة. وقوله: كيدي واحد، أي: كيدي رجل واحد، ونرمي بالبناء للفاعل، ونرامى، بالبناء للمفعول، وهب: استيقظ من نومه.
وقوله: سعى وشاة طبن، بضم الطاء المهملة والموحدة: جمع طبن، بفتح فكسر، وصف من الطبنة وهي الفطنة وزناً ومعنى، وروى القالي في "ذيل الأمالي" عن عبد الله بن إبراهيم الجمحي قصة لهذه الأبيات على خلاف رواية المبرد قال: نشأ في قريش ناشئان، رجل من بني مخزوم، ورجل من بني جمح، فبلغا في الوداد ما لم يبلغ بالغ حتى إذا رمي أحدهما، فكأن قد رميا جميعاً، ثم دخلت وحشة بينهما من غير شيء يعرفانه، فتغيرا، فلما كان ليلة من الليالي، استيقظ المخزومي، ففكر ما الذي شجر بينهما، وكان المخزومي يقال له: محمد، والجمحي يحيى، فنزل من سطحه، وخرج حتى دق عليه بابه فاستنزله فنزل إليه، فقال له: ما جاء بك في هذه الساعة؟ قال: جئتك لهذا الذي حدث ما أصله وما هو؟ قال: فقال: [والله لا أعرف له أصلاً، قال عبد الله: فبكيا حتى كادا يصبحان، ثم عاد كل واحد منهما إلى منزله، فأصبح المخزومي وهو يقول: ]