للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الأعلم: الشاهد في تأكيد "أنزلن" بالنون، والسكينة: ما يسكن إليه، ويؤنس به، والمعنى: ثبتنا على الإسلام بإظهار دينك، ونصر رسولك حتى تسكن نفوسنا إلى ذلك، ونزداد إيماناً بك. انتهى.

والبيت من رجز لعامل بن الأكوع. روى ابن هشام في "السيرة" عن [أبي] الهيثم ابن نصر بن دهر الأسلمي أن أباه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع، وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، وكان اسم الأكوع سنان: انزل يا ابن الأكوع، فخذ لنا من هناتك، قال: فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

إذا إذا قوم بغوا علينا ... وإن أرادوا فتنة أبينا

فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمك ربك" فقال عمر بن الخطاب: وجبت والله، يا رسول الله، لو أمتعتنا به، فقتل يوم خيبر شهيداً، وكان قتله فيما بلغني أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل: فكلمه كلماً شديداً، فمات منه، فكان المسلمون قد شكوا فيه، وقالوا: إنما قتله سلاحه، حتى سأل ابن أخيه سلمة بن عمرو بن الأكوع رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، وأخبره بقول الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لشهيد" فصلى عليه، وصلى عليه المسلمون. انتهى. ونقله ابن سيد الناس في سرته.

<<  <  ج: ص:  >  >>