بقلب واو مطلعون ياء، يعني لوقوع ياء المتكلم بعدها، والأمر على ما ذهب إليه أبو حاتم إلا أن يكون على لغة ضعيفة، وهو أن يجري اسم الفاعل مجرى الفعل المضارع لقربه منه، ومنه قول الآخر:
وما أدري وظني كل ظن ... أمسلمني إلى قوم شراحي
يريد: أمسلمي، وهذا شاذ كما ترى، فلا وجه للقياس عليه. انتهى.
وأورد ابن عصفور هذا البيت في كتاب "الضرائر" لحذف آخر العلم وهو "شراح" قال: وجه بحذف آخره، وحرف العلة الزائد قبله، وأبقي الحرف الذي كان قبلها وهو الحاء على حركته على حد قولهم في ترخيم منصور: يا منص انتهى.
والبيت لم أقف على قائله، ولا على تتمته، وقال العيني: قائله يزيد بن مخرم الحارثي. قال أبو محمد: ذكر الفراء هذا البيت على هذا النمط ليجعله باباً من النحو والصواب:
وغاب خلائلي وبقيت فرداً ... أماصعهم ونهضل بالجناح
فما أدري وظني كل ظن ... أيسلمني بنو البداء اللقاح
ويقتلني بنو خمر بذهل ... وكدت أكون من قتلى الرياح
قال: أماصعهم: أقاتلهم، والحي اللقاح، بفتح اللام: الذين لا يدينون إلى الملوك، أو لم يصبهم في الجاهلية سباء، وبنو خمر، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم، وهم بطن من كندة. انتهى. ونقله السيوطي من غير عزو، وأقره.
وأنا لا أقبل هذه الحكاية، فإن الفراء أجل من أن يذكر بمثل هذه النقيصة. ومن هو أبو محمد حتى يفتري على الفراء، وينقل كلامه ويقبل؟ !