في جر مسلوب وبال على ربعين نعتاً، والرفع فيهما حسن لإمكان التبعيض فيهما والقطع، والتقدير: أحدهما مسلوب، والآخر بال، ولذلك قال سيبويه بعد البيت: والقوافي مجرورة، والربع: المنزل، والمسلوب: الذي سلب بهجته بخلائه من أهله. انتهى. قال الزمخشري: البيت من قصيدة لابن ميادة وقبله:
أمن طلل بمدفع ذي طلال ... أمج جديدة قدم الليالي
وقد: ذو طلال: واد على الشربة، وأمج: أبلى، والمسلوب: الذي قوضت أخبيته، وانبرت عمده، والبالي: الذي ذهبت آثاره، ومسلوب وبال بدل من ربعين يقول: وما بكاء رجل حنيك وهو المحتنك الصبور. انتهى.
والطلل: ما له شخص من آثار الدار كالأثفية، والمدفع: أحد مدافع المياه التي تجري فيها، فهو موضع دفع الماء ودفقه، وذو طلال: بكسر الطاء المهملة: ماء، وقيل موضع ببلاد بني مرة، كذا في "القاموس"، ولم يذكره الزمخشري في كتاب "الأماكن والمياه"، ولا أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم"، والشربة، بفتح الشين والراء وتشديد الموحدة: وهو موضع لغطفان، وقيل لبني جعفر بن كلاب، وأمج بتشديد الجيم: فعل ماض، وجديده مفعول، وقدم، بكسر ففتح: فاعل، والبكاء هنا مقصور ويمد أيضاً.
وابن ميادة تقدمت ترجمته في الإنشاد الثامن والستين.