للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأول لفظاً، وفي الثاني بالمعنى لا باللفظ، ولا يقال: شراب تمر، لكن لما اجتمعا في الطعم حمل الأخص على الأعم، ومن يقدر يقول: العامل المقدر هنا هو المعطوف تقديره: وحاملاً، وهذا مما اختلف فيه أهو سماع أم قياس، والأكثر على أنه قياس كما قدمنا، وضابطه أن يكون الأول والثاني يجتمعان في معنى عام لهما، ومنه قول علقمة:

تراه كأن الله يجدع أنفه ... وعينيه إن مولاه كان له وفر

أراد: ويفقأ عينيه، والجامع لهما إفساد عضو، وقال آخر:

إذا ما الغانيات برزن يوماً ... وزججن الحواجب والعيونا

أي: وكحلن العيون، والرابط التزيين، وقوله:

تسمع للأجواف منها صردا ... ولليدين جسأة وبددا

أي: وتتبين، لأن التبيين والسمع يجمعهما شيء واحد وهو الإدراك، وقوله:

علفتها تبناً وماء بارداً

اجتمعا في الإطعام، وقوله:

يحلين ياقوتاً وشذراً مفقرا

لأن التحلية في الحلي كالتطيب في الطيب، ومنه: (لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ) [الحج/ ٤٠] أي: وأبطلت صلوات، لأن التهديم إبطال، إلى هنا كلام أبي حيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>