للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معينة، ونخلة عنده: منادى مقصود، ولكن لما نونها، نصبها، قال: وذات عرق، موضع بالحجاز، وسلم على النخلة، لأنه معهد أحبابه، وملعبه مع أترابه. لأن العرب تقيم المنازل مقام سكانها، فتسلم عليها، وتكثر من الحنين إليها قال الشاعر:

وكمثل الأحباب لو يعلم العا ... ذل عندي منازل الأحباب

ويحتمل أن يكون كنى عن محبوبته بالنخلة لئلا يشهرها، وخوفاً من أهلها وأقاربها، وعلى هذا اقتصر ابن أبي الأصبع في "تحرير التحبير" في باب الكناية قال: ومن نخوة العرب وغيرتهم كنايتهم عن حرائر النساء بالبيض، وقد جاء القرآن العظيم بذلك فقال سبحانه وتعالى: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ) [الصافات/ ٤٩] ومن مليح الكناية قول بعض العرب:

ألا يا نخلة من ذات عرق ... عليك ورحمة الله السلام

سألت الناس عنك فخبروني ... هناً من ذاك تكرهه الكرام

وليس بما أحل الله بأس ... إذا هو لم يخالطه الحرام

فإن هذا الشاعر كنى عن المرأة بالنخلة، وبالهناة عن الرفث. انتهى. وقيل: صاحب الشعر الأحوص، والله أعلم.

وأنشد بعده:

كما الناس مجروم عليه وجارم

وصدره:

وننصر مولانا ونعلم أنه

وتقدم شرحه في الإنشاد الرابع والتسعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>