والخفاف والشاطبي وغيرهم. أنشد أبو حنيفة الدينوري في كتاب "النبات" عن الأصمعي لأحيحة بن الجلاح:
يلومونني في اشتراء النخيل أهلي فكلهم يعذل
وأهل الذي باع يلحونه ... كما لحي البائع الأول
هي الظل في الحر حق الظليل والمنظر الأحسن الأجمل
تعشى أسافلها بالجبوب ... وتأني حلوبتها من عل
وتصبح حيث تبيت الرعاء ... وإن ضيعوها وإن أهملوا
فعم لعمكم نافع ... وطفل لطفلكم يؤمل
وتعشى: فعل ماض، وأسافلها: فاعله، والجبوب، بفتح الجيم وضم الموحدة: الأرض، وقيل: وجهها، وقيل: غليظها، وقيل: التراب، وأنى الشيء، بالنون أنياً، أي: أدرك، والحلوبة: ذات اللبن. شبه النخل بالإبل، يقول: لا عمل ولا كد في النخل، فأسفلها يأخذ غذاءه من التراب، والمثمرة منها يدرك ثمرها فوقها، والنخل العم، بالضم: التي استحكمت وكملت وطالت، أي: كبارها نافعة لكباركم، وصغارها تؤمل لصغاركم، فسمى صغارها أطفالاً، والعمة: النخلة يصعد إليها إذا جنيت، وهي العميمة أيضاً، وأنشد غير الأصمعي:
لنا لقحة لم تغذ يوماً بناتها ... إذا بركت في مبرك لم تحول
لها أخوات حولها من بناتها ... صوادي لم تحلل ببيداء مجهل
قيام حوالي فحلها وهو قائم ... تلقح منه وهو عنها بمعزل
وما أحسن قول الآخر:
إن لنا من مآلنا جمالا ... من خير ما تحوي الرجال مالا