سيبويه، وليس فيه "وي" بمعنى أعجب، وأما قوله: إن "كأن" عارية من معنى التشبيه، فقول سيبويه: أما يشبه أن يكون هذا عندكم هكذا! يكذبه، وأما تنظيره لخلو التشبيه بقوله:"كأنني حين أمسي .. البيت"، فهو مذهب الزجاج فيما إذا كان خبر كأن مشتقاً لا تكون للتشبيه، لئلا يتحد المشبه والمشبه به، وأجيب بأن الخبر في مثله محذوف، أي: كأنني رجل متيم، فهي على الأصل للتشبيه.
والبيت من قصيدة ليزيد بن الحكم الثقفي، مدح بها سليمان بن عبد الملك، ومطلعها:
أمسى بأسماء هذا القلب معمودا ... إذا أقول صحا من غيه عيدا
كأن أحور من غزلان ذي بقر ... أهدى لها شبه العينين والجيدا
أجري على موعد منها فتخلفني ... ولا أمل ولا توفي المواعيدا
كأنني حين أمسي لا تكلمني ... ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا
ومنها:
سميت باسم امرئ أشبهت شيمته ... فضلاً وعدلاً سليمان بن داودا
أحمدته في الورى الماضين من ملك ... وأنت أصبحت في الباقين محمودا
لا يبرأ الناس من أن يحمدوا ملكاً ... أولاهم في الأمور الحلم والجودا
كذا في "الأغاني" للأصفهاني وترجمة يزيد تقدمت في الإنشاد الخامس والسبعين بعد الأربعمائة.