للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما يقال: تعانق الرجلان، والمعانقة والاعتناق والتعنق هي المتعدية، ومعنى الجميع: الأخذ بالعنق، والاعتناق آخر مراتب الحرب، لأن أول الحرب الترامي بالسهام، ثم المطاعنة بالرماح، ثم المجالدة بالسيوف، ثم الاعتناق، وهو أن يتخاطف الفارسان، فيسقطان إلى الأرض معاً، وقد ذكر ذلك زهير بن أبي سلمى في قوله:

يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا ... ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا

أراد أنه يزيد على ما يفعلون، والكماة، بالنصب: مفعول تعنقه: جمع كمي، وهو الشجاع الذي ستر درعه بثوبه، وقوله: وروغه: معطوف على "تعنقه" إن جراً وإن نصباً، وهو بالغين المعجمة، وهو حيدته عن الأقران يميناً وشمالاً للتحفظ. قال اللخمي: ومن روى، بالعين المهملة، فمعناه الفزع، وقوله: يوماً بدل من بينا كما قاله ابن جني في قوله:

بينا هم بالظهر قد جلسوا ... يوماً بحيث تنزع الذبح

وأجاز اللخمي تعلقه بتعنقه وبروغه وبأتيح، قال: والأول أقوى لترك تكلف التقديم. وقوله: أتيح: جواب بينا، وهو العامل فيه، وهو مجهول أتاح الله الشيء، أي: قدره، وجريء، بالهمزة، وصف من الجراءة وهي الإقدام، والسلفع كجعفر: الجريء الواسع الصدر. وقبله:

والدهر لا يبقى على حدثانه ... مستشعر حلق الحديد مقنع

والدهر: مبتدأ، وجملة لا يبقى على الخ .. خبره، وعلى بمعنى "مع" والحدثان، بالتحريك: الحدث والحادثة، ومستشعر: فاعل يبقى، أي: شجاع مستشعر، وهو اسم فاعل من استشعر الثوب والدرع: إذا لبسه شعاراً، والشعار، بالكسر: الملوبس الذي يلي شعر الجسد، وحلق الحديد: مفعول مستشعر، وأراد به الدرع،

<<  <  ج: ص:  >  >>