للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهيأت، وقوله: لا تطعمنها، أي: لا تأكلنها، وروى سيبويه بدله "لا تقربنها" وهي كناية عما ذكرنا، وروى سيبويه المصراع الثاني: "ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا" قال ابن السيرافي في "شرح شواهده": والرواية في شعر الأعشى:

وإياك والميتات لا تقربنها ... ولا تأخذن سهماً حديداً لتفصدا

وذا النصب المنصوب لا تنسكنه ... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا

انتهى، وعليه يكون ذاك مركباً من بيتين، لكن الذي رأيته في ديوان الأعشى في نسخة قديمة يزيد تاريخها على سبعمائة سنة ما سطرته، والله أعلم.

وقوله: ولا تأخذن سهماً ... إلخ، قال الخوارزمي: كان بعض العرب يأخذ سهماً يفصد به الناقة فيشرب دمها، فحرم الله سبحانه الدم إلا عند الضرورة. وقوله: ولا النصب المنصوب، هو منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: ولا تنسك النصب، وتكون الجملة معطوفة على جملة لا تأخذن، ورواه الجوهري: "وذا النصب" باسم الإشارة. قال: والنصب، أي: بفتح فسكون: ما نصب وعبد من دون الله، وكذلك النصب، بالضم، وقد يحرك مثل: عسر وعسر، قال الأعشى:

وذا النصب المنصوب لا تنسكنه ... لعاقبة والله ربك فاعبدا

أراد فاعبدن، فوقف بالألف. وقوله: وذا النصب، يعني إياك وهذا النصب، وهو للتقريب [كما] قال:

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد

انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>