الطرفين، والوسط بالمثناة التحتية: مدينة مستحدثة ملاصقة لنيسابور، كأنها محلة من محالها بنيت في ولاية عبد الله بن طاهر، وقرية من قرى بلخ أيضاً، يقال لها: الشادياخ، والحيا، بفتح المهملة والقصر: الغيث والمطر، والميان، بكسر الميم، موضع كانت بنيسابور، فيها قصور آل طاهر بن الحسين، كذا قال ياقوت، ولأجله أورد الشعر، و"إن" بعد "ما" زائدة، وتخطاها: دخلها، وصروف الزمان: حوادثه.
وعوف بن محلم، بضم الميم وتشديد اللام المكسورة، هو أحد العلماء والأدباء والرواة الأذكياء، والندامى الظرفاء، والشعراء الفصحاء، اختصه طاهر بن الحسين ابن مصعب الخزاعي لمنادمته ومسامرته فكان لا يسافر إلا وهو معه، وسبب اتصاله به أنه نادى على الجسر بهذه الأبيات، وطاهر منحدر في حراقة بدجلة:
عجبت لحراقة بن الحسين كيف تعوم ولا تغرق
وبحران من تحتها واحد ... وآخر من فوقها مطبق
وأعجب من ذاك عيدانها ... وقد مسها كيف لا تورق
وأصله من حران، وبقي مع طاهر ثلاثين سنة لا يفارقه، وكلما استأذنه لم يأذن له، ولما مات طاهر قربه ابنه عبد الله، وأفضل عليه واستمر عنده إلى أن أذن له، كما تقدم، وأمر له بثلاثين ألف درهم، وسار إلى أهله، فقبل وصوله إليهم مات، وذلك في حدود عشرين ومائتين، وهو عصري أبو نواس، وأسن منه. والصحيح أنه لا يستشهد بهذه الطبقة لكن يورد للاستئناس به، وقول المصنف: قول الحماسي، أي قول أحد الشعراء الذين أورد أبو تمام شعرهم في كتابه الشهير بـ "الحماسة" وهذا الشعر غير مذكور في "الحماسة" البتة.