وقال أبو حيان في «شرح التسهيل»: ومما عودل فيه بين الجملة وبين المفرد قوله:
سواء عليك النفر أم بت ليلة ... بأرض القنان من نمير وعامر
وكذا قال في «الارتشاف» وقول المصنف: إن أم الأخرى تقع بين جملتين ليستا في تأويل المفرد, هذا القيد لم أره في كلام أحد, بل رأيت ابن الناظم صرح بخلافه في شرح الألفية, قال: وتقع أم بعد هذه الهمزة بين مفردين نحو: أزيد في الدار أم عمرو, وبين جملتين في تأويل المفردين, وقد يكونان فعليتين أو ابتدائيتين, أو إحداهما فعلية والأخرى ابتدائية, ومثل بالأبيات التي مثل بها المصنف. ولأبي حيان مثله, قال في «شرح التسهيل»: ويأتي بعد أم هذه المفرد والجملة في تقدير المفرد أو في معناه, فالجملة في تقدير المفرد, نحو قوله:
أمخدج اليدين أم أتمت
فأتم في تقدير المفرد, وتقديره: أمخدج اليدين أم متمًا, والجملة في معنى المفرد: أقام زيد أم قعد, تريد: أي الفعلين كان, والمعنى: أكان من زيد قيام أم قعود. انتهى. وكذا في «الارتشاف» وهذا هو الصواب, لأن الجمل التي بعد: ليت شعري, وما أبالي وما أدري, وقعت معلقة بالاستفهام عن العامل, وهو طالب للعمل في محلها.
والقاعدة: أن كل جملة لها محل من الإعراب لابد أن تكون حالة محل المفرد, وأبو حيان حكم لها بالإفراد حتى في الجمل المستأنفة التي لم يطلبها عامل, كما رأيت في كلامه. وقول المصنف: ومثله بيت زهير السابق, أراد أن معنى بين زهير: ما أدري أي الفريقين آل حسن. كما قال في بيت شعيث, والمعنى: