في مواضع مختلفة, فمن ذلك قول القائل: قد علمت أزيد في الدار أم عمرو, فهذا ليس باستفهام, والمتكلم فيه بمنزلة المسؤول, والمخاطب يصير بمنزلة السائل, لأن الذي يقول: قد علمت أزيد في الدار أم عمرو, قد عرفه بعينه, فهو بمنزلة المسؤول الذي يقال له: أزيد في الدار أم عمرو؟ ولأنه يعرفه بعينه, والمخاطب إذا قال له القال: قد علمت أزيد في الدار أم عمرو, يعتقد من قول المتكلم له أن أحدهما في الدار ولا يعرفه بعينه, فهو بمنزلة السائل في الأول. انتهى كلامه.
ومن هنا نرجع إلى شرح البيت فنقول: قوله: لعمرك ما أدري وإن كنت داريًا .. تقدم الكلام عليه في شرح الشاهد السادس, وقوله: شعيث ابن سهم .. الخ, قال الأعلم: المعنى: ما أدري أشعيث من بني سهم أم هم من بني منقر؟ وشعيث: حي من تميم من بني منقر, فجعلهم أدعياء وشك في كونهم منهم أو من بني سهم. وسهم هنا حي من قيس. انتهى. وكذا في شرح السيرافي, قال يهجو هذه القبيلة, فيقول: لم تستقر على أب لأن بعضها يعزوها إلى منقر, وبعضها يعزوها إلى سهم. انتهى.
وشعيث: بضم الشين وفتح العين المهملة وآخره ثاء مثلثة قال العسكري في كتاب «التصحيف» والأعلم: ومن رواه بالباء الموحدة فقد صحفه, ومنقر بكسر الميم وفتح القاف: بطن من تميم وهو منقر بن عبيد – بالتصغير – ابن مقاعس ابن عمرو بن كعب بن زيد مناة بن تميم, كذا في «جمهرة الأنساب» وقوله: وسهم حي من قيس, أي: من قيس عيلان, وهو سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن باهلة, وينتهي نسبه إلى غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر, وفي قريش أيضًا سهم أبو حي, وهو سهم بن عمرو بن هصيص – بالتصغير –