للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذي تسلم، ولم يسمع خفض عند بغير من، وهذا البيت لمنظور بن سحيم الفقعسي، وقبله:

ولست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكي وأبكي البواكيا

فإما كرام موسرون لقيتهم ... فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

وإما كرام معسرون عذرتهم ... وإما لئام فادخرت حيائيا

وعرضي أبقى ما ادخرت ذخيرة ... وبطني أطويه كطي ردائيا

ومعنى هذا الشعر التمدح بالقناعة، والكف عن أعراض الناس، يقول: الناس ثلاثة أنواع: موسرون كرام، فأكتفي منهم بمقدار كفايتي، ومعسرون كرام، فأعذرهم، وموسرون لئام، فأكف عن ذمهم حياء. وقوله: في القرى، بكسر القاف: طعام الضيف، وفي للسببية، وقوله: على زادهم .. إلى آخره؛ صورته الإثبات، ومعناه النفي، لأنه تفسير لخبر ليس، وإن قدر خبراً ثانياً، فلا إشكال، وذكر البكاء تمثيل، والمعنى أنه لا يأسف لما يرى من الحرمان أسف من يبكي ويبكي غيره.

وقوله: فإما، هو بكسر الهمزة، كذا ثبت في نسخ "الحماسة" وغيرها، وعليه شرح التبريزي، إلا أنه قدرها كلمتين: إن الشرطية، وما الزائدة، وقدر الاسم معمولاً لفعل محذوف بعدها مبني للمفعول، أي: فإما يقصد كرام، كما قدروا في قوله:

لا تجزعي إن منفس أهلكته

والصواب: أنها إما التي في قولك: جاءني إما زيد وإما عمرو، وإن الاسم بعدها خبر لمبتدأ مقدر قبلها، أي: فالناس إما كرام، بدليل قوله. وإما لئام،

<<  <  ج: ص:  >  >>