للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فيكم" وهو يريد المرأة؛ لإقامة الوزن، وذكر لأنه أراد: من يداخلهما ممن كان يعرف حالهما من رجل وصبي، والجهل: الخلو من المعرفة فهو نقيض العلم. انتهى كلامه باختصار.

قال المصنف في شرح أبيات ابن الناظم: ولا يتعين أن يكون الضمير للمرأة، وأنه جمع للتعظيم، بل يجوز أن يكون أرادها وقومها.

والبيت من قصيدة لأبي ذؤيب، وتقدم شرح مطلعها، وهو:

ألا زعمت أسماء أن لا أحبها .. البيت

في الإنشاد الرابع والأربعين بعد الأربعمائة.

قال شارح "أبيات الهذليين" الإمام المرزوقي: الأكثر: زعمت أنه كان يفعل كذا، وأن كان يفعل كذا، وقد جاء: زعمته كان يفعل، فلذا قال: تزعميني، وقال تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا) [التغابن/ ٧] وقال جل ذكره: (بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا) [الكهف/ ٤٨] ويستشهد أصحابنا بدخوله على "أن" المخففة والمثقلة، على حد ما يدخل "حسب، وظننت" عليهما أنه يتعدى [لمفعولين]. وقد استشهد سيبويه بهذا البيت أيضاً، وأراد أبو ذؤيب الاعتذار إلى المرأة لما قالت له: إنك لا تحبني، فقال: متنصلاً إليها وذاكراً الوجه الذي تداخلها منه الشك، وأخرجها إلى عتبه وسوء الظن به، يقول، إن احتججت في دعواك علي بأني كنت أستعمل الجهل في حبكم، فأقدم على الأمور المنكرة، وراكب الأهوال المردية، والآن قد كففت، وكنت أتعاطي أيضاً من اللهو الوصبا ما قد كنت اطرحتها لساعة، فذلك دلك على زوال الحب،

<<  <  ج: ص:  >  >>