للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت. ولا يحسن: أن تأتني آتيك، من قبل أن "إن" هي العاملة، وقد جاء في الشعر، قال جرير بن عبد الله البجلي:

يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إنك إن يصرع أخوك تصرع

أي: إنك تصرع إن يصرع أخوك، ومثل ذلك قول آخر:

هذا سراقة للقرآن يدرسه ... والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب

أي: المرء ذئب إن يلق الرشا. قال الأصمعي: هو قديم أنشدنيه أبو عمرو. انتهى.

وقال الأعلم: الشاهد فيه رفع "يقول" على نية التقديم، والتقدير: يقول إن أتاه خليل، وجاز هذا، لأن "إن" غير عاملة في اللفظ، والمبرد يقدره على حذف الفاء، أي: فيقول. انتهى.

والخليل: الفقير المختل الحال من الخلة –بالفتح- بمعنى الفقر والاختلال، والمسألة: السؤال والاستعطاء، وروي بدله "مسغبة" أي: مجاعة وقحط، وقوله: لا غائب مالي، أي: لا يعتذر بغيبة ماله، ولا يحرم سائله، قال الأعلم في "شرح الأشعار الستة": روي "حرم" بفتحتين وبفتح فكسر: وهم الممنوع، وقيل: هو الحرام، أي: ليس بحرام أن يعطى منه. انتهى.

والظاهر أن "لا" هنا مهملة، وأصلها النافية للجنس، فإنها إن تأخر اسمها أو كان معرفة، وجب إلغاؤها وتكريرها، فإن مالي مبتدأ، وغائب خبره، ولا يجوز أن تكون هنا عاملة عمل ليس، لأنها تعمل في النكرات، ومن العجب قول العيني:

<<  <  ج: ص:  >  >>