قال المرزباني في «التوشيح»: أخبرني محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: حدثنا عبد الله بن محمد التوري قال: سمعت الأصمعي يقول: ما أقل ما تقول العرب الفصحاء: فلانة زوجة فلان, إنما يقولون: زوج فلان, فقال له السدري: أليس قد قال ذو الرمة: أذو زوجة بالمصر أم ذو خصومة .. البيت! ؟ فقال: إن ذا الرمة قد أكل البقل والمماوح في حوانيت البقالين حتى يشم! انتهى.
وكذا نقل ابن جني في «الخصائص» عن أبي حاتم عن الأصمعي.
وقد أجاد أبو القاسم علي بن حمزة اللغوي البصري في الرد على الأصمعي, قال في الجزء الرابع من «التنبيهات على أغلاط الرواة» وهو الجزء الذي رد فيه على أبي عبيد في «الغريب المصنف» قال أبو عبيد قال الأصمعي: حنة الرجل: امرأته, وهي طلته وعرسه وقعيدته وربضه وظعينته وزوجته, ولا تكاد العرب تقول زوجته. قال أبو عبيد: هذا الحرف بلغني عنه, قال أبو القاسم: هذا صحيح من قول الأصمعي, وقد أساء فيه, وسنوضح ذلك إن شاء الله تعالى, وإنما ننبه على أغلاط الأصمعي في جملة مما ننبه عليه من كتب المصنفين, لأنها ليست له في كتاب مصنف يشمله التنبيه, وإنما جاءت في روايتهم عنه, فمتى مر منها شيء في كتبهم نبهنا عليه, ونسبنا الغلط في ذلك إليه, ولا شيء على الراوي إلا عيب التقصير في أن لم ينبه على غلطه قبلنا, والرواية ناقل, والمصنف ثاقد, وكذلك نفعل فيمن حاله حال الأصمعي ممن أغلاطه في كتب المصنفين موجودة.