للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيت من قصيدة لساعدة بن جؤية الهذلي، تقدم شرح أبيات من أولها في الإنشاد الثاني والستين.

وقوله: حتى شاها، فاعل شأى: كليل، وها: ضمير الصوار في بيت قبله، والصوار بكسر الصاد المهملة: جماعة البقر، قال السكري في "شرح أشعار هذيل": قوله حتى شاها يعني: شأى البقر، يقال: شؤته، فكان ينبغي أن يقول: شاءها، فقلب، فقدم الهمزة، ومعنى شؤته: سبقته وهيجته وسررته، يقول: حتى شاق البقر كليل، وهو البرق الضعيف، وموهناً: بعد هدء من الليل، وعمل أي: ذو عمل، لا يفتر البرق من اللمعان، وباتت طراباً، يعني: البقر، وبات الليل يعني: البرق، وعما: دائب، يقال للرجل إذا دأب: قد عمل يعمل. انتهى.

وقال ابن خلف: شاها: ساقها، وقال الأخفش: تبعها، يقال: شاءني الأمر وشآني: ساقني، ويقال أيضاً: شآني، حزنني، وكليل، أي: برق ضعيف، وإنما كان ضعيفاً، لأنه ظهر من بعيد، والموهن، بفتح الميم وكسر الهاء: قطعة من الليل، والعمل، بكسر الميم: الدائب المجتهد في عمله، الذي لا يفتر، وباتت طراباً: يعني البقر الوحشية طراباً إلى السير، إلى الموضع الذي فيه البرق، وبات البرق الليل أجمع لا يفتر عن اللمعان، فعبر عن البرق أنه لم ينم لاتصاله من أول الليل إلى آخره.

وقد أوردنا عدة أبيات من هذه القصيدة مع هذا البيت، وشرحناها في الإنشاد الثامن والثلاثين بعد الخمسمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>