للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإما تريني قد تركت لجاجي ... وأصبحت مبيض العذارين أشيبا

فيارب خصم قد كففت دفاعه ... وقومت منه درأه فتنكبا

ومولى على ضنك المقام نصرته ... إذا النكس أكبى زنده فتذبذبا

وأضياف ليل في شمال عرية ... قريت من الكوم السديف المرعبا

وواردة كأنها عصب القطا ... تثير عجاباً بالسنابك أصهبا

وزعمت بمثل السيد نهد مقلص ... البيت ...

قوله: تذكرت: خطاب لنفسه، وهاجه الشيء: أثاره، يتعدى لمفعول واحد وهنا قد تعدى إلى مفعولين في الظاهر، وليس بمذكور في كتب اللغة، وفاعل تهيجك: ضمير الذكرى، والكاف مفعول تهيج على حذف مضاف، أي: تهيج شوقك لزينب، أو من أجل زينب، فزينب منصوب بنزع الخافض، وتقضب، بالقاف والضاد المعجمة، أي: تقطع، ولم يكتب ابن الأنباري لشرح هذا البيت شيئاً.

وقوله: "وحل بفلج .. إلى آخره" فلج، بفتح الفاء وسكون اللام بعدها جيم: موضع، والأباتر: بضم الهمزة بعدها موحدة، وبعد الألف مثناة فوقية: موضع أيضاً، وشطت: بعدت، وحلت: نزلت، وعمرة، بفتح العين المهملة وسكون الميم: موضع أيضاً، ومثقب: بضم الميم بعدها ثاء مثلثة، وفتح القاف المشددة، موضع أيضاً.

وقوله: "فإما تريني .. إلى آخره" أصله: "إن ما" وإن شرطية، وما زائدة، واللجاجة: اللج والعناد، وقوله: "فيارب خصم" الفاء في جواب إن، و "يا" للتنبيه، ورب: للتثكير، والدفاع: المافعة، وقومت: عدلت، والدرء: المخالفة والمدافعة، وتدار أالقوم في الأمر: تدافعوا واختلفوا، وتنكب عن الشيء: عدل عنه.

وقوله: "ومولى على ضنك .. إلى آخره" قال ابن الأنباري في شرحه: قال الضبي: المولى هنا الولي، والضنك: الضيق، أي: نصرته على ضيق من الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>