والبيت من شواهد سيبويه استشهد به كذلك، قال الأعلم في شرح شواهده: الشاهد فيه حمل رجل صحيحة وما بعهدها على قوله رجلين لدلاً منهما، وتبييناً لهما، ولو رفعت على القطع لجاز: وصف كلفه بمن يحب، وحرصه على الإقامة عندها، فتمنى أن يكون أشل الرجل حتى لا يبرح عنها. انتهى. ومفعول رمى: محذوف، تقديره: الداء والشل مثلاً، وشلت بالبناء للفاعل، والفاء عطفت جملة "شلت" على جملة "رمت"، وشلت اليد تشل شللاً وشلاً، بالإدغام، من باب تعب: إذا فسدت عروقها، فبطل حركاتها، وقال ابن خلف في شرح شواهد سيبويه يروى: جل صحيحة، على البدل، ويروى بالرفع، وتقديره: هما رجل صحيحة ورجل شلاء، وإن شئت قدرت إحداهما: رجل صحيحة، والأخرى رجل شلاء، فيكون الكلام جملتين، وفي التقدير الأول جملة واحدة، وإن شئت كان التقدير: منهما رجل صحيحة، زمنها رجل ... ، فيكون كل واحدة منهما مبتدأ محذوف الخبر، ويكون الكلام أيضاً جملتين، هذا تقديره. ولا يخفى أن تقليل الحذف ما أمكن هو الجيد. ثم قال ابن خلف: والفاء في قوله: فشلت: جواب، والجملة في معنى الشرط. هذا كلامه، وهو خلاف ما ذكرناه. وأما تشبيهه نفسه بذي رجلين الموصوفتين، ففيه لأصحاب المعاني قولان؛ قيل أراد: أنها عاهدته وواثقته أن لا تحول عليه، فثبت هو على عهده ولم تثيت هى، وقيل: إنما تمنى أن تضيع قلوصه، فيجد سبيلاً إلى بقائه عندما، فيكون من يقائه عندها كذي رجلٍ صحيحة، ومن ذهاب قلوصه الحاملة له، وانقطاعه عن سفره كذي رجل شلاء، وكلا المعنيين صحيح، أما المعنى الأول، فكقول النجاشي:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة ... ورجل رماهخا ضائب الحدثان
فأما التي صحت فأزد شنودة ... وأما التي شلت فأزد عمان