للتصديق بمعنى هل, وهو السؤال عن إدراك النسبة, لا الاستفهام التصوري الذي هو سؤال عن إدراك غير النسبة.
ونقل سيبويه عن الخليل أن أم في هذا البيت منقطعة, وجوز أن تكون متصلة بتقدير الهمزة.
قال الأعلم: الشاهد فيه إتيانه بأم منقطعة بعد الخبر, حملًا على قولهم إنها لإبل أم شاء. ويجوز أن تحذف ألف الاستفهام ضرورة لدلالة أم عليها, والتقدير: أكذبتك علينك أم رأيت؟ ونظير إضرابه عن الخبر الأول وتكذيبه لنفسه بقوله: أم رأيت بواسط, قول زهير:
قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بلى وغيرها الأرواح والديم
فقال: لم يعفها القدم [ثم أكذب نفسه فقال]: بلىوغيرها الأرواح, فكذلك قال: كذبتك عينك فيما تخيل [لك] ثم [رجع عن ذلك فقال]: أم رأيت بواسط خيالًا, والمعنى [بل] هل رأيته ولم تشك فيه. انتهى.
وقال ابن الحنبلي: إن جعل الخليل التقدير في المثال: بل أهي شاء, كان مراد الأخطل: كذبتك عينك في رؤية الرباب نفسها, بل لم تر خيالًا منها فضلًا عن أن تراها نفسها, على أن أم بمعنى بل وهمزة الإنكار. وإن جعله: بل هي شاء, كان مراده: كذبتك عينك فلم تكن رأيتها, بل رأيت خيالًا منها. انتهى. ولا يخفى أن الشق الثاني لم يقل به, وإما أم المنقطعة عنده معناها بل والهمزة جميعًا, كما نقله المصنف وغيره.
والبيت مطلع قصيدة للأخطل النصراني التغلبي هجا بها جريرًا وبعده: