وقد تبع ابن سيده ابن هشام اللخمي في "شرح أبيات الجمل" أيضاً قال: الهاء في "ثويته" قيل: عائدة على الثواء، وقيل: عائدة على الحول، وهو الأقوى، وهو مفعوله على السعة، لأن الأصل ثويت فيه، فاتسع بحذف الحرف، وإنما قلنا: إنه الأقوى، لأن بدل البعض وبدل الاشتمال لابد فيهما من ضمير يعود على البدل منه. انتهى. وفيه ذهول عن جملة الصفة، ثم قال اللخمي: ومن روى "ثواء" بالنصب لم يكن في البيت شاهد، وانتصب الثواء على أنه مصدر، أو مفعول من أجله، ويجوز ثواء بالرفع على أن يكون اسم كان، وهو ضعيف، حكى ذلك بعضهم، وكان الاستاذ ابن الأخضر لا يجيز أن يكون "ثواء" في البيت بدل اشتمال، قال: وإنما هو بدل بعض من كل، وهو على حذف مضاف تقديره: في حول زمن ثواء. قال الأستاذ ابن أبي العافية: هذا فاسد إعراباً ومعنى، أما الإعراب، فلأن الزمن أعم من الحول، فكأنه أبدل الأكثر من الأقل، وإنما يبدل الأقل من الأكثر، وأما المعنى، فلإنه يخاطب نفسه ويوبخها على أن بقى مع محبوبته حولاً، ولم يقنع، ولو أراد بعض الحول لما كان به أن يوبخها، فإذا بطل هذا، صح الاشتمال، والمعنى: أنك تأنست بهريرة حولاً، وقضيت اللبانة فيه من وصلها، فدعها لما يعنيك من الذب عن حسبك، ومعاتبة معاندك، والفخر بقومك، وأشار إلى ها بقوله:
فدعها لما يعنيك واعمد لغيرها ... بشعرك وارغم أنف من أنت راغم
انتهى كلامه.
وأنشده سيبويه برفع "يسأم" قال في "الكتاب": وسألت الأخفش عن قول الأعشى: