قالت له: يا خير الفتيان قد أصبحت! فلم يقم، فكررت عليه، فقام فوجد الفجر لم يطلع، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ وألح عليها، فقالت: حملني أنك ثقيل الصدر، خفيف العجر، سريع الإراقة، بطيء الإفاقة، فعرف صدق قولها، فسكت، فلما أصبح، أتى علقة بن عبدة إليه وهو في خيمته، وأم جندب وراء فنازع امرؤ القيس الشعر، فقال له: قد حكمت بيني وبينك امرأتك، فقالت لهما: قولاً شعراً على روي واحد، فلما قال القصيدتين، عرضاهما عليها، فغلبت علقمة، فقال لها زوجها: بأي شيء غلبته علي؟ قالت: قلت:
فللسوط ألهوب وللساق درة ... وللزجر منه وقع أخرج منهب
فجهدت فرسك بسوطك، ومريته بساقك، وزجرته وابتعثته بجهدك، وقال علقمة:
فولى على آثارهن بحاصب ... وغيبة شؤبوب من الشد ملهب
فأدركهن ثانياً من عنانه ... يمر كمر الرائح المتحلب
فلم يضرب فرسه، ولم يره بساق، ولم يبتعثه بزجر، فغضب من قولها، فطلقها، وخلف عليها علقمة، فسمى علقمة الفحل. انتهى كلام الأغاني باختصار.
وعلقمة بن عبدة: شاعر جاهلي كامرئ القيس، وأورده ابن حجر في قسم