للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينقع .. البيت, وجمعه بين أم وكيف؟ فالقول إنهما ليسا المعنى واحد, وذلك أن أم جردت لمعنى الترك والتحول, وجردت من معنى الاستفهام, وأفيد ذلك من كيف, لامنها, فإن قيل: فهلا وكدت إحداهما بالأخرى, كتوكيد اللام لمعنى الإضافة وباءي النسب لمعنى الصفة, قيل: يمنع من ذلك أن كيف لما بنيت, واقتصر بها على الاستفهام البتة, جرت مجرى الحرف البتة, وليس في الكلام اجتماع حرفين لمعنى واحد, لأن في ذلك تفضًا لما اعتزم عليه من الاختصار في استعمال الحرف, وليس كذلك: «يا بؤس للحرب» واحمري, وذلك أن هنا إنما انضم الحرف إلى اسم, فهما مختلفان فجاز أن يترادفا في موضعهما لاختلاف جنسهما, فإن قلت: فقد قال: «وما إن طبنا جبن» فجمع بن ما وإن, وكلاهما بمعنى النفي, وهما كما ترى حرفان, قيل: ليست إن حرف نفي, وإنما هي حرف يؤكد به بمنزلة ما ولا والباء ومن, وغير ذلك, وأما قوله:

طعامهم لئن أكلوا معد ... وما إن لا تخال لهم ثياب

فإن «ما» وحدها للنفي, و «إن ولا» جميعًا للتوكيد, ولا ينكر اجتماع حرفين للتوكيد لجملة الكلام. انتهى كلامه باختصار.

فعلم مما نقلناه أن ما نقل ابن الشجري من إجماع البصريين ليس بصحيح,

<<  <  ج: ص:  >  >>