في كتاب "المعاياة" وفي جميع الروايات: "سلمى"، و"ليلى" من تصحيف الكتاب، لأن المراد به هنا أحد جيلي طيء. يقول: لم أقدم لزيارة سكان هذا الجبل، ولا لمطالبة دين لي عند بعض سكانه، بل قدمت لأجل هذا الممدوح. ولما لم يقف الأعلم على الأبيات وقصتها لم يفهم معناه، قال: الشاهد فيه حمل دين على معنى لأن تكون. يقول: لم أزر سلمى لمحبة فيها، ولا لدين أطلبها به، وإنما زرتها لغير ذلك. هذا ظافر لفظه، وقيل: المعنى: بأنه كف زيارتها لغير محبة، ولا لدين تطالبني به، ولكن خشية الرقباء، ولفظ البيت لا يؤدي هذا التفسير هذا كلامه. ويتضح معناه بما رأيته في شرح ديوان الفرزدق، ونقله ابن بري في "أماليه" على " الصحاح" على مادة: حنطب، قال الفرزدق: أقبلت من المدينة حتى نزلت بامرأة من الغوث بن طيء فقالت: ألا أدلك على رجل، لا يليق شيئاً، ويعطي كل سائل فقلت: بلي؛ فدلتني عل ىلمطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، وكانت امه بنت الحكم بن العاصي، وكان مروان خاله، بعثه على صدقات طي، لما كان عامل، معاوية على المدينة، فأتيته، فانتسبت له، قال: ههنا، وضرب على فسطاط، وأعطاني عشرين أو ثلاثين بكرة، فأعطيت الطائية منها بكرة، وقلت:
تقول ابنة الغوثي مالك هاهنا ... وأنت تميمي مع الشرق جانبه
تؤذنني قبل الرواح وقد دنا ... من البين لا دان ولا متقاربه
أي: ليس هو دان ولا قريب.
فقلت لها الحاجات تطرحن بالفى ... وهم تعناني معنى ركائبه
وما رزت سلمى أن تكون حبيبة ... إلى ولا دين بها أنا طالبه