للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهرة لما فيه من الفصل، فيحسن ما تضمر لها فعلا بتناوله، فكأنه قال فيما بعد: حلت دارها، وإذا جازت دلالة المصدر على فعله، والفعل على مصدره، كانت دلالة الفعل على الفعل الذي هو مثله أدنى إلى الجواز وأقرب مأخذا في الاستعمال. أنتهى.

وحلت: نزلت، وفي نسخ هذا الكتاب جعلت وهو تحريف من النساخ. وإياد: قبيلة من معد، تكريت، بفتح أوله: بلد بشاطئ الفرات، سميت بتكريت بنت وائل، وهي عطف بيان لدارها، وتنظر معناه: تنظر، و"تمنع" من تحريف النساخ. وروي "ترقب" بمعنى: تنظر المذكورة، وحبه، أي: حب تكريت باعتبار البلد، ويروى حبها، والضمير لإياد، والمراد به الزرع مثل البر والشعير والذرة والدخن وما أشبه ذلك، مما يؤكل ويحصد بالبناء للمفعول من حصد الزرع: إذا أخذه من منبته بمنجل وغيره بعد استوائه، يريد أن قبيلة إياد أهل زرع وفلاحة معيشتهم بزرعهم، فهم ينتظرون إدراكه، وليسوا بأصحاب إبل ولا بداوة.

والبيت من قصيدة للأعشى ميمون البكري كتبها عن قومه، وأرسلها إلى كسرى أنوشروان لما طلب منهم الدخول في حكمه، فأبوا. قال بعد أبيات كثيرة من أولها:

من مبلغ كسرى إذا ما جاءه ... عنا وأبلغ من سعى وتجردا

التجرد: التخفف للسير. تجرد للسفر: إذا اكتفى بأخف ثيابه.

آليت لا أعطيه من ابنائنا ... رهنا فيفسدهم كمن قد أفسدا

كلا وبيت الله حتى تنزلوا ... من رأس شاهقة إلينا الاسودا

لنقاتلنكم على ما خيلت ... ولتحفلن لمن بغى وتمردا

ما بين عانة والفرات كأنما ... جس الغواة به ضراما موقدا

<<  <  ج: ص:  >  >>