ما للكواعب يا عياء قد جعلت ... تزور عنب وتطوى دوني الحجر
قد كنت فراج أبواب مغلقة ... دب الرياد إذا ما خولس النظر
فقد جعلت أرى الشخصين أربعة ... والواحد اثنين مما بورك البصر
وكنت أمشي على رجلين معتدلا ... فصرت أمشي على رجل من الشجر
وقد جعلت إذا ما قمت بثقلني ... ثوبي فانهض نهض الشارب السكر
وصف بها الشيخوخة، وضعف الحواس، وعجز القوى. وقوله: ما للكواعب استفهام انكاري، انكر اعراض الكواعب عنه، والكاعب: الشابة، وعيساء: اسم امرأة، وازور عنه: مال عنه، وتطوى بالبناء للمفعول، يريد انهن لا يقبلن على، ويسددن أبواب الحجر أمامي، وفرجة الباب: فتحته، وذب الرياد بالنصب خبر آخر لكان وهو بالذال المعجمة، أي كثير الحركة والدخول والخروج، يقال فلان ذب الرياد: إذا كان لا يستقر في موضع، والرياد مصدر رواد يرواد، وخولس للمفعول، خالس الشيء: اخنطفه بسرعة على غفلة، يقول: كان النساء يتسارقن النظر إلى لحسني وبابي عندما كنت خفيف الحركة، وجعل: من أفعال الشروع، وقوله "مما بورك النظر" تهكم واستهزاء ببصره، جعل ضعف بصره بركة، أي: زيادة، لأنه يريه الشيء مضاعفا، وأراد برجل من الشجر: العصا، لأن الشيوخ يعتمدون عليها في المشي، وقوله: يثقلني من اثقله الشيء: إذا أجهده واتعبه يجعله ثقيلا، وانهض معطوف على يثقلني، فهو خبر آخر بالعطف، وليس معطوفا على جعلت، كما زعم العيني لوجهين، أحدهما: أن النهوض على هذا الوجه مسبب عن اثقاله الثوب، وثانيهما: تناسب المتعاطفين في الضارعية، وفي السببية، وانهض: أقوم، وله مصدران، أحدهما ما في المبيت، والثاني النهوض، والسكر: صفة مشبهة.