وتختص اباء بظهور فع القسم، وبدخولها على الضمير، وباستعمالها لاستعطاف، ولا تكون للاستعطاف، إلا إذا اعتقبها كلام ليس بخبر من أمر او نهي أو استفهام نحو قوله
بدينك هل ضممت إليك ليلى ... وهل قبلت قبل الصبح فاها
وهل مالت عليك ذؤابتها ... كمثل الاقحوانة في نداها
ولا يظهر الفعل الذي يتعلق به هذا الاستعطاف، ويجوز ان يعقبها الشرط، انتهى كلامه.
وفي "الارتشاف" لأبي حيان: فع الطلب لا يعدي إلا بالباء وحدها، ويجوز حذفه كقوه:
بدينك هل ضممت إليك ليلى
أي أسألك بدينك وقد يحذف الفعل، وحروف الجر كقوله:
أقول لبواب على باب دراهما ... أميرك بلغها السلام وابشر
أي أسألك بأميرك. انتهى.
وقوله: قبيل الصبح، روى بدله: بعيد النوم، وخص ما بعد النوم، لأن الأفواه تتغير رائحتها بالنوم، وإذا كان فوها طيبا بعد النوم فما الظن به في غير النوم، والمراد أن نكهتها طيبة في سائر الأوقات. وروي:
وهل رفت عليك قرون ليلى ... رفيف الاقحوانة في نداها
وفي "التهذيب": يقال للنبات الذي يهتز خضرة وتلألؤا: قد رف يرف رفيفا: والقرون جمع قرن كفلوس جمع فل: وهي الذؤابة من الشعر.
وروي صاحب "الأغاني" بسنده عن الهيثم بن عدي، أن المجنون العامري، مر ذات يوم بزوج ليلى وهو جالس يصطلي في يوم شات، وقد أتى ابن عم له في حي المجنون لحاجة فوقف عليه ثم أنشأ يقول: