للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قدم على عمر في سنة مجدبة لدفع صدقات قومه , فلقيه الحطيئة بقرقري ومعه ابناه وبناته وزوجته , فقال له الزبرقان وقد عرفه ولم يعرفه الحطيئة: أين تريد؟ فقال: العراق , فقد حطمتنا هذه السنة , قال: ماذا تصنع؟ قال: وددت ان أصادف بها رجلا يكفيني مؤونة عيالي , واصفيه مدحي ابدا , فقال له الزبرقان: قد أصبته ,} فهل لك فيه {يوسعك تمرا ولبنا , ويجاورك احسن جوار؟ قال: هذا وأبيك العيش , وما كنت ارجو هذا كله , ,} قال: فقد أصبته , قال: {عند من؟ قال: عندي , قال: ومن أنت؟ قال: الزبرقان , قال: وأين محلك؟ قال: اركب هذه الإبل , واستقبل مطلع الشمس , وسل عن القمر حتى تاتي منزله , وأرسل الزبرقان إلى زوجته هنيدة بنت صعصعة المجاشعية بالوصية عليه وفاكرمته , وأحسنت إليه , فبلغ ذلك بغيض بن عامر من بني أنف الناقة , وكان ينازع الزبرقان الشرف , وكان أشرف من الزبرقان إلا انه كان قد استعلاهم بنفسه , وكان الحطيئة دميما سيئ الخلق وعياله كذلك , فلما رات} ام شذرة {حاله , هان عليها وقصرت به , فأرسل إليه بغيض وإخوته: أن ائتنا فأبى , وقال: شأن النساء التقصير والغفلة , ولست بالذي أحمل على صاحبها ذنبها , فلما ألح عليه} بنو أنف الناقة {وكان الرسول شماس بن لأي , وعلقمة بن هودة , والمخبل الشاعر , واطمعوه , ووعدوه وعدا عظيما , ودسوا إلى زوجة الزبرقان أن الزبرقان يريد أن يتزوج مليكة بنت الحطيئة , وكانت جميلة , فظهر منها جفوة , والحوا عليه في الطلب , فارتحل إليهم , فضربوا له قبة , وربطوا بكل طنب من أطنابها جلة هجرية , واراحوا عليهم إبلهم , وأكثروا عليهم التمر وز اللبن , وأعطوه لقاحا وكسوه , فلما قدم الزبرقان سأل عنه , فأخبر بقصته , فنادي في بني بهدلة بن عوف , فركب فرسه , وأخذ رمحه , وسار حتى وقف على بني أنف الناقة , وقال: ردوا علي جاري , قالوا: ما هو لك بجار , وقد اطرحته وضيعته , وكاد أن يقع بين الحيين حب فاجتمع أهل الحجى , فخيروا الحطيئة , فاختار بغيضا , فجعل يمدحه من

<<  <  ج: ص:  >  >>