يقال: كننت الشيء: إذا صنته، وأكننته في نفسي: إذا سترته وأخفيته، والربع: المنزل، والقواء: القفر، والخالي، ومعنى: أذاع: فرق ونشر، ومنه إذاعة السر وهو نشره، والمعصرات: السحائب ذوات المطر، ويقال: الرياح، أي غيرته، وأزالت بهجته الأمطار بما محت منه، والرياح بما أذرت عليه، وأراد بالحيران: سحاباً تردد بمطره عليه، ولازمه، فجعله كالحيران لذلك، والخضل: الغزير. انتهى.
وقال ابن خلف الشعر لعمر ابن أبي ربيعة، قال أبو سعيد: ويجوز أن يكون": ربع قواء" جعل بدلاً من الطلل، وقوله: من سلمى، يريد: من أجل حب سلمى، وعوائده: جمع عائدة، وهو ما تعوده من وجده بها، وشوقه إليها، وهاج ما في قلبك من الأهواء التي كنت تكنها وتسترها. يعني أن نظره إلى الطلل ذكره ما كان في قلبه منها، قال أبو الحسن: والطلل: ما ارتفع من بقايا الديار المتهدمة، وكذا كل ما له شخص، والرسم: ما لم يكن له شخص، والمعصرات: السحاب التي فيها أعاصير، الواحد إعصار، وهي الريح التي تهب بشدة، والحيران: السحاب الذي كأنه متحير لا يقصد إلى جهة لثقله وكثرة مائه، والساري: الذي ينشأ بالليل ويسير وهو من نعت حريان، وماؤه: مبتدأ، وخضل: خبره بمعنى مخضل، والمخضل: الذي يبل ويندى لكثرته. انتهى. وفي جعل السيرافي ربعاً بدلاً من الطلل لم يرتض به أحد، قال ابن جني في "إعراب الحماسة": إنما يبدل الأعراف من الأنكر لما فيه من البيان، ولا يبدل الأعم من الأخص، لأنه بضد ما وضع الأمر عليه، ولهذا عدل سيبويه في قول الشاعر: