الشاهد في جعل "من" للجزاء مع إضمار منصوب "إن" ضرورة، وقال النحاس: يقدره سيبويه على حذف الهاء وهو قبيح، وفما كتبته عن أبي إسحاق لم يجز:"إن من يأتني آته" من جهتين، لأن "من" إذا كانت شرطاً واستفهاماً، لم يعمل فيها ما قبلها، ولأن تقديرها تقدير "إن" في المجازاة، لكما لا يجوز: إن "إن تأتنا نكرمك"، [كذا] لا يجوز هذا، فإذا جاء في الشعر، فعلى إضمار الهاء، وقال أبو العباس في الشرح: وأجاز [الزيادي]"إن من يأتنا نأته" على غير ضمير في إن، وهذا لا يجوز لامتناع الجزاء من أن يعمل فيه ما قبله. انتهى.
وألمه: أصله ألومه، فسكنت الميم للجزم، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وأعصه مجزوم بالعطف بحذف الياء، والخطوب جمع خطب وهو الأمر والشأن. والبيت في ديوان الأعشى كذا:
من يلمني على بني بنت حسان
وعليه لا شاهد فيه، وهو من قصيدة له مدح بها قيس بن معدي كرب الكندي، ومات في الجاهلية، وكان يكني بابنه الأشعث، واسمه معدي كرب، كان أبداً أشعث الرأس، فلقب الأشعث، وهو من الصحابة وقد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر وأسلم، وكان شريفاً مطاعاً، جواداً شجاعاً، وهو أول من مشت الرجال في خدمته، وهو راكب، وكان من أصحاب أمير المؤمنين علي في وقعة صفين، وقاتل قتالاً شديداً حتى هجم على أصحاب معاوية، ودفعهم عن ماء الفرات، وبعده: